أعلن بنك دبي الإسلامي (ش.م.ع)، البنك المساهم الأكبر في الإمارات العربية المتحدة من حيث حجم الموجودات، اليوم عن استحواذه على حصة في مجموعة شركات "تي.أو.إم"، والتي تم تأسيسها من قبل مساهمي "مجموعة أيدن".
ومن خلال هذه الصفقة، سيغدو بنك دبي الإسلامي، بصفته واحداً من المجموعات المصرفية الكبرى في الإمارات العربية المتحدة، مالكاً لحصة أقلية مهمة تبلغ 25% في مجموعة "تي.أو.إم" والتي تضم البنك التشاركي تي.أو.إم كاتيليم بانكسي ( أول بنك تركي مرخص للخدمات الرقمية للأفراد)، وشركة الدفع النقدي الإلكتروني تي.أو.إم. بي الكترونيك بارا في أوديم هيزميتليري (شركة النقود الإلكترونية المرخصة التي تمتلك قاعدة عملاء سريعة النمو في تركيا) وشركة التمويل تي.أو.إم فايننسمان (شركة التمويل المرخصة والمتخصصة في تطوير المنتجات الرقمية المبتكرة) بالإضافة إلى الشركات التابعة لها.
وتتركز استراتيجية الدخول التي تبناها بنك دبي الإسلامي حول الاستحواذ على حصة أقلية مهمة في مجموعة "تي.أو.إم" التي تقدم خدمات مالية شاملة ومتكاملة ومتخصصة في المجال الرقمي. وبموجب الاتفاقية، سيستحوذ بنك دبي الإسلامي على حصة تبلغ 20% من أسهم مجموعة "تي. أو. إم" مع إمكانية رفع حصته إلى 25% في غضون اثني عشر شهراً.
وتسعى "مجموعة أيدن"، المساهم المؤسس لمجموعة "تي.أو.إم" عبر شراكتها مع بنك دبي الإسلامي، إلى أن تجعل من "تي.أو.إم" مجموعةً رائدةً في السوق التركية يدفعها الطموح للنمو والتوسع في قطاع الخدمات المصرفية الرقمية والتكنولوجيا المالية على الصعيد الإقليمي. وتتمثل المهمة الأساسية للمساهمين في تعزيز الشمول المالي من خلال تسهيل وتعزيز الوصول للخدمات المالية الرقمية في تركيا.
وتعد هذه الاتفاقية دليلاً واضحاً على التزام بنك دبي الإسلامي وثقته المتزايدين في النظام المالي التركي، كما تتيح له الاستفادة من الفرص الكبيرة الكامنة التي يوفرها قطاع الخدمات المصرفية الرقمية والتكنولوجيا المالية الكبير في تركيا. وينظر بنك دبي الإسلامي إلى تركيا كوجهة استثمارية مثيرة لاهتمام المؤسسات المالية، والبنوك الإسلامية على وجه الخصوص على المدى المتوسط إلى البعيد. ويرتكز هذا الاعتقاد إلى حدٍ كبيرٍ على السوق التركية القائمة على أسس الاقتصاد الكلي المتينة والمغرية للمستثمرين على المدى الطويل، والتي أسهمت في احتفاظ البلاد بقدرتها على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، على الرغم من تقلبات السوق على المدى القصير. ومع ذلك، لطالما بقي التحدي الكبير الذي يواجه بنك دبي الإسلامي هو اختيار استراتيجية الدخول المناسبة له، والتي تتيح له توليد قيمة كبيرة وتوفير أقصى منفعة للبنك ومساهميه. وعلاوة على الأسس القوية للاقتصاد الشامل لتركيا، فقد نجح القطاع المصرفي في تحقيق نمو مذهل بعد تجاوز جائحة كوفيد، وهذا عامل آخر أسهم في حث بنك دبي الإسلامي على النظر بشكل إيجابي لهذا الاستثمار في هذا الوقت.
وفي تعليق له على هذه الشراكة، قال د. عدنان شلوان، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك دبي الإسلامي: " لطالما نجح بنك دبي الإسلامي في هيكلة استراتيجيات مجزية على نحو فعال في خضم الديناميكيات المتغيرة للقطاع، ما يعد أمراً جوهرياً في تحقيق طموحاتنا على صعيد دفع عجلة النمو والتطور في البنك. ويعكس دخولنا القطاع المصرفي التركي عبر الاستثمار في مجموعة متخصصة في الخدمات المالية الرقمية المقاربة الحيوية والفعالة التي ينتهجها البنك بهدف مواكبة التطور المستمر في منظومة السوق. ويرى بنك دبي الإسلامي بأن العروض المصرفية الرقمية في تركيا والأسواق الأخرى ستعزز من جهودنا في تقديم الخدمات المالية لمجموعة واسعة من المتعاملين، بما في ذلك الفئات الضعيفة أو المعدومة الوصول إلى الخدمات المصرفية. ونحن على يقين بأن هذه الصفقة في تركيا ستمهد الطريق أمام بنك دبي الإسلامي لتبني المزيد من المبادرات في الأسواق الاستراتيجية الأخرى".
وأضاف: "يمارس بنك دبي الإسلامي نشاطه المصرفي في تركيا منذ أكثر من 15 عاماً بصفته واحداً من أكبر المقرضين من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يعكس هذا الاستثمار في مجموعة "تي.أو.إم." التزامنا تجاه البلاد وقطاع الخدمات المصرفية للأفراد على الأخص. وتتمتع جمهورية تركيا بمكانة هامة ضمن استراتيجية النمو التي ينتهجها البنك، آخذين بالاعتبار التحركات الكبيرة للسوق والفرص الكبيرة الكامنة في قطاع الخدمات المصرفية الرقمية والتكنولوجيا المالية. نحن واثقون بأن هذه الشراكة مع مجموعة "تي.أو.إم." لن تعود بالنفع على كلا المؤسستين فحسب، بل ستسهم أيضاً في فتح المجال أمام فرص جديدة تعزز من الروابط الاقتصادية بين الإمارات وتركيا".
وبهذه المناسبة تحدث أونور أوزكان، الرئيس التنفيذي لمجموعة " تي.أو.إم." قائلاً: "إن هذه الشراكة مع بنك دبي الإسلامي في مرحلة مبكرة من مسيرة مجموعة تي.أو.إم. هي أمر مشجع للغاية وتؤكد المسار الصحيح للمجموعة وهدفها بأن تقدم خدمات مصرفية ميسرة لعملائها. نحن نأمل بأن نجعل "تي.أو.إم."، والتي تأسست تحت مظلة مجموعة أيدن، مجموعة رائدة إقليمياً وعالمياً في مجال الخدمات المصرفية الرقمية للبنوك التشاركية والتي تهدف لإتاحة الوصول للخدمات المالية وتعزيز الشمول المالي من خلال إدراج قطاعات مختلفة عن النظام المصرفي التقليدي. إننا فخورون بالاهتمام الذي أبداه بنك دبي الإسلامي في منظومتنا المبكرة المتخصصة في الخدمات المصرفية الرقمية، والذي يؤكد على الإمكانيات التي تتمتع بها تركيا والفريق الذي يتولى إدارة مجموعة "تي.أو.إم." على حد سواء. نحن نسعى لمزيد من الاستثمارات في هذا المجال، والتي تتماشى مع رؤيتنا بأن نصبح مؤسسة مالية رقمية مبتكرة ورائدة على الصعيد العالمي".
تدير مجموعة "أيدن" أكبر منظومة لقطاع التجزئة في تركيا عبر شركاتها الأربع الرئيسية. ويعد استقطاب العملاء الدافع الرئيسي لعوائد وتقديرات البنوك الرقمية، وفي هذا السياق، فإن قدرة "تي.أو.إم." على الوصول إلى قاعدة عملاء مجموعة "أيدن" تنعكس بشكل كبير على نجاح الشركة.
تمت الموافقة على الصفقة من قبل هيئة التنظيم والرقابة المصرفية، والمصرف المركزي لجمهورية تركيا، والجهات التنظيمية في الإمارات العربية المتحدة، وسوف توضع في صيغتها الرسمية بعد الحصول على تصريح هيئة المنافسة التركية.
